بإسمي واسم منسوبي هيئة الهلال الأحمر السعودي، يطيب لي أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- والشعب السعودي الكريم والأمة العربية والإسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك سائلاً المولى -عز وجل- أن يعيد هذه المناسبة على الجميع باليمن والبركات، وأن يديم على بلادنا الغالية نعمة الأمن والأمان والخير والرخاء في ظل قيادتنا الرشيدة.

تعتز المملكة العربية السعودية وتتشرف بأن جعلها الله عز وجل مقراً لبيته العتيق وقبلة للمسلمين وبذلك تشرف قادة هذه البلاد وأهلها بخدمة الحرمين الشريفين وتقديم كل ما يضمن الراحة والطمأنينة والخدمات لضيوف الرحمن

فمنذ بداية توافد حجاج بيت الله الحرام على المملكة مع مطلع شهر ذي القعدة انطلق سفراء الحياة وسفراء العطاء معا للمنافذ البرية والجوية والبحرية لاستقبال ضيوف الرحمن وتقديم الرعاية الطبية والإجراءات الاحترازية والتوعوية و الخدمات الإنسانية لهم، واستمرت رحلة سفراء الحياة والعطاء بتقديم الخدمات في المراكز الإسعافية داخل المدن والمحافظات بكافة مناطق المملكة وفي المراكز الموسمية المؤقتة على الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وصولاً الى المشاعر المقدسة والحرم المكي وحتى مغادرة الحجاج من مشعر عرفات ، تفانوا خلالها بكل إخلاص ليكون حجاج بيت الله الحرام بصحة وسلامة ، وسيستمر هذا العطاء حتى إتمام ضيوف الرحمن لمناسكهم .

حرصت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين على سلامة وصحة حجاج بيت الله الحرام منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ففي مثل هذه الأيام الفضيلة للعام 1353هـ ولدت فكرة إنشاء جمعية الإسعاف الخيري بالمملكة، كأولِ تنظيم لتقديم الخدمة الإسعافية لضيوف الرحمن ، واستمرت تلك الخدمات في ازدياد وتوسع. وفي هذا العام كلفت هيئة الهلال الأحمر السعودي أكثر من (4500) ممارس صحي ومتطوع، ليكونوا إسهاما وإضافة للخدمات التي تقدمها قطاعات الدولة لحجاج بيت الله الحرام، ليواصلوا مسيرة العطاء لهذا الكيان الإنساني في هذا البلد المعطاء

كما حرصنا في الهيئة على تكامل الجهود مع الجهات الحكومية لتكوين منظومة عمل مشتركة للجاهزية و الاستعداد لخدمة ضيوف الرحمن لأداء مناسكهم بكل يسر وسهوله، بالإضافة الى دعم القطاعات الحكومية والأمنية وتدريبهم على الإسعافات الأولية للتعامل مع الحالات الطارئة ليكونوا المستجيب الأول حال الحاجة لذلك، لينعم حجاج بيت الله الحرام بالأمان ، ويؤدوا نسكهم باطمئنان ، بدعم وتضافر جهود الجميع بإذن الله .

وبهذه المناسبة يطيب لي أن أعبر عن اعتزازي وفخري بما يسطره سفراء الحياة وسفراء العطاء وكل من ينتمي لهيئة الهلال الأحمر السعودي من أعمال وخدمات في موسم الحج وتعكس تفانيهم وحرصهم على سلامة حجاج بيت الله الحرام من خلال تقديمهم للخدمات الإنسانية والرعاية الطبية الطارئة. تنفيذاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة وما توليه من اهتماماً كامل لضيوف الرحمن .

وفي الختام أسال الله العظيم أن يتم على حجاج بيت الله الحرام مناسكهم وأن يحفظهم ويحفظ قيادتنا الرشيدة وأن تتكلل تلك الجهود المبذولة بالنجاح والتوفيق.